مفهوم الله ( من هو الله )

على افتراض أنه من المعقول الايمان بالله، نحن ننطلق مع فكرة ان الله هو السياده والمطلق وكائن روحي . خلاف ذلك، فهو ليس الله على الاطلاق، ولكنه قوة محددة يكون تأثيرها محدد من عوامل خارج نفسه . إذا كان الأخير هو الحال، يصبح مفهوم الله خاضع لتخمين البشر .
اننا نفترض أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للشخص أن يتصور فيها الله هي خلال عقل الشخص ومن خلال الشخص نفسه . خلاف ذلك، إن ال إنسان لا يملك القدرة على تصور الله في اي شكل من الاشكال. ومع ذلك، فانه لا يجوز لنا الحد من الله الى عقلانية البشر، لأنه موجود بعيداً عن عقل الإنسان . مع قول ذلك ، يجب علينا القبول بأن مفهوم الله متوافق مع الحياه التي نعرفها ونجربها . كثير من الصفات تستخدم لوصف الله ، ولكن امتدادتها مشتركة للحياة البشريه . ومع ذلك في داخل أنفسنا، فإننا نعترف بحدودنا عندما يتعلق الأمر بتصور او وصف الشيء الغير محدود . إن تلك الخصائص التي نوليها الى الله هي مشابهة لخصائصنا، ويتم تصويرها من العقل البشري . حتى الوحي الالهي الوارد في الكتاب المقدس يبيـّن غاية المفاهيم التي يمكن إدراكها بالفكر البشري. إذ اً ، فإن مفهوم الله هو عقلاني.

الإنسان يدرك الله بعقله : على الرغم من أن تصور الاله هو فكري، فإن الاله نفسه لا يمكن أن يتدنى للفكر البشري . إن العقلانية هي فقط موقع مفهومنا الشخصي لله، ولأجل هذا نحن تكونا. ربما نكون كائنات طبيعية، مكسويين بال جسد والدم، لكن العقل يمكـّن الجسد من العمل ويجهز نافذتنا الداخلية ل ل عالم الحقيقة المرئي والغيب على حدٍ سوا ه .

عند اعتراف الفكر بامكانية الله ووجوده فان هذا لا يعني أن الله يمكن انتقاصه لنسج من خيال الانسان . كما أن ذلك لا يدل على ان عقلانية البشر لا تملك القدرة على قبول المعجزات وحقيقة الروحانية . وبالمثل فإن علم اللاهوت يقر منزلة الفكر البشري في المسائل الروحانية . وبعبارة أخرى، كما أن العقلانية غير مبالية بالحقائق الروحية فإن اللاهوت ايضاً غير مبالي بالتفكير العقلاني . فهما يعتمدان على بعضهما البعض . انه فقط عند ما يحاول أحد إنكار الآخر تنشأ حالة عدم الدفاع عنه . إن العقلاني لا يمكنه شرعاً انكار حقيقة الصفات الروحانية والمؤمن بالله لا يمكنه تجاهل عمليات العقلانية . إن المواقف العلمانية المحضة محكوم عليها بالفشل لأنها لا تأخذ في الاعتبار عالم الروحانية . إن الموقف الحدسي المحض المتعلق بعالم الغيب يفشل بأخذ اعتبار علاقة الايمان الى هيئة محددة من المعرفه . بالاضافة الى ذلك، فان الممارسات الدينية تجبر التأكيد على القيام بعلاقة متوازنة بين تدخل مقدس في الحياة الجسدية والمعارك الروحانية التي تراها عين البشر .

إن الله ينظر اليه من خلال الصفات البشريه : عند تصغير الله الى شكل انسان أو حيوان أو عناصر فان الله يعاد صنعه الى شيء بحيث يشعر البشر بامكانية السيطرة عليه أو على الأقل التلاعب به . إن غباوة هذا الفعل موصوف جيداً من نيي العهد القديم، أرميا . أنه يرسم صورة الحرفي الذي يقطع الشجرة ويبدأ بنحتها بالشكل الذي يرغبه، ويزينها بالفضة والذهب ويكسوها بالملابس الزاهية، ويثبتها بالأرض لكي لا تسقط . إن الصنم لا يتسطيع المشي أو الكلام، وليس لديه تفكير . إنه ليس أكثر من قطعة خشب مزينة . مع ذلك ، فإن المعجبون يركعون أمامه ويسجدون له (أرميا 10) . لو كان هناك شخص يقول بانه ليس الله . إن الصنم فقط يمثل الله، وأنه ممثل ضعيف لله . ينبغي على المرء أن يتخلص من الصنم ويرى الحقيقة أن الله هو خالق وساند الحياة .

عند تصور الله كصخرة أو كشجرة أو كنجم فإنه ليس أكثر من مادة غير حية ليس لديها الميزات التي نتعامل بها في حياتنا . إذا تصور الشخص الله كبقرة أو كامبراطور أو كجداً أعلى إذاً فإن الله قد يكون كائن حي معرض للموت . إن البقرة كائن شبه بشري، والامبراطور الذي يتمسك بالسلطة بقوة حيوانية أو الجد الأعلى الذي يسيطر بواسطة الخرافة . إن أياً من هذه الخيارات لا تتلاءم مع مفهوم "الله" وهو الذي يستحق التكريم الالهي والمرافقة والاسترحام . عندما نتصور الله ككائن "روحاني" بدلاً من شخص ملتزم بوقت أو مكان نحن نميـّزه ليملك العقل المطلق والقدرة على الرغبة والنية والسيطرة الغير محدودة والوحدة ومعنوية الخير والعاطفة والحب والتميّـز .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أثبت وجودك لا تقرأ وترحل

انضم الينا بالضغط هنا :

المواضيع الساخنة :

موضوع عشوائى

.
يرجى الانتظار ...
.