هل يمجدك العالم يا أخي الحبيب، وهل تقبل منه هذا التمجيد ؟ يالك من مسكين.. ألست تعلم أن المجد لله وحده ؟ لن خالق الكل ومصدر جميع الكائنات ولأنه الوحيد الواجب الوجود، والأزلي، والقادر علي كل شئ، والمالي كل مكان..
ألست تعلم أذن أنك أن مجدت ذاتك، أو مجدك الناس فإنما تسلب صفة من صفات الله. وتنسبها إلي نفسك ! ! أهي التجربة التي حاربت أباك آدم، إذ لم يكتف بما وهبه الله من نعيم، بل أراد أن يكبر حتي يصير مثل الله ؟
ومن أنت يا أخي حتي تتمجد ؟ ! هل للتراب مجد او للرماد كرامة أو للعدم أحترام وهيبة ؟ ! ثم ألست خاطئاً مثلي، وان كان الله قد سترك وأخفي غيوبك عن الناس – فهل للخاطئ مجد وهل للضعيف كرامة؟ إذن لماذا تمجد نفسك، وأنت تعرف حقيقتك بكل ما فيها من خطايا ونقائص وعيوب . . .
هل تفعل هذا لن الناس لم يعرفوا حقيقتك بعد، ولم يعلموا كل شئ من ماضيك، ولم يكتشفوا كل ضعفاتك، ولم تظهر أمامهم أخطاؤك؟ لماذا إذن تخدعهم وأنت تعلم؟ بل لماذا تخدع نفسك والخداع لا يفيدك شيئاً ؟ ؟
ألهذا الحد تستغل ستر الله وكتمانه حالتك عن الناس . . أتوده إذن أن يعلن للآخرين افكارك وأحاسيسك ورغباتك المكبوتة...!!
ثم لماذا عن مجد زائل، لا يصحبك بعد الموت، ولا يقف معك في يوم الدينونة. أمام الديان العادل، الذي لا يتأثر في حكمه عليك برأي الناس فيك، لأن كل شئ مستور، هو عريان قدامه . .
ألأ يزال عزيز عندك مدح الناس؟ الست تعرف أن مديحهم زائف ! لأنه يكون أحيانا على سبيل المجاملة أو التشجيع أو التملق أو الخجل كما أنهم حتى ان صدقوا وأخلصوا فهم انما يحكمون حسب الظاهر وليس فيهم من يقرأ فكرك، أو من يعرف نياتك، أو يدخل إلي قلبك ليفحص ما فيه . . .
يا أخي الحبيب : أنني لا اشك قد أثقلت عليك بافكار مجتمعة فهل تريد أن أقص عليك قصة، لتكن أذن قصة نبوخذ نصر ( دا4: 29- 33) هل تعرف كيف نسب لنفسه مجداً زائلاً؟ وهل تعرف كيف كانت نهايته؟ إذن ليته يكون درساً لك . . .
أترك تضايقت؟ سامح ضعفي، وأسلوبي الخشن في التعبير. ولكن أهي عادتك باستمرار أن تتضايق من شخص يكلمك بصراحة؟ لا يتملقك، ولا يستعمل معك الفاظ التفخيم التي يستعملها الناس.. لماذا؟ الأولي بك يا أخي العزيز ان تحب هذا الأسلوب، لأنه يوقفك أمام حقيقتك، وما أشد احتياجك إلى الوقت أمام هذه الحقيقة، حتي تعرف نفسك، تلك المعرفة اللازمة لخلاصك .
ولكن دعنا نناقش الأمر معا. لماذا تريد أن تظهر عظيما أمام الآخرين ؟ أهو مركب النقص ؟ هل تشعر في ذاتك أنك في درجة صغيرة. وتريد أن تعوض ذلك بأن تكتسب مدح الناس بحرارة عن نفسك حتي لا تظهر أمامهم معيبا، وأن وقفوا منك محايدين لا مدح ولا مهاجمة، لم يعجبك هذا أيضاً وأخذت تتسول مدحهم بأن تحدثهم عن فضائلك حتي يعجبوا بك فيمدحونك . .
أهذه هي الحقيقة ؟ أن كانت كذلك، فلنحاول مناقشتها معاً :
حسن يا أخي أن تشعر بأنك ناقس وخاطئ وضعيف وأقل من الناس جميعاً، ولكن علاج هذا النقص لا ياتي باضافة نقص جديد إليه عن طريق محبة مدح الناس، وإنما يأتني بتكميل الذات وأصلاح امرها .
لماذا يهمك رأي الناس فيك ومدحهم اياك ؟ ألعلك ستدخل ملكوت الله ان رشحك الناس لهذا ؟ ! إذن فأعلم أن كثيراً جداً من الذين يمدحهم الناس سيلقون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت . .
" وويل لكن أن قال فيكم الناس حسنا " ( لو26:6 ) .
مدح الناس يا صديقي وقتي وزائل. وهو لا يثبتون علي حال . للذين هتفوا للسيد المسيح كملك. صرخوا ايضاً قائلين ( أصلبه اصلبه ) ومدح الناس ايضاً زائف لأنهم لا يعرفون الحقيقة تماما .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل